في عالم التكنولوجيا المتسارع تبرز تقنية الواقع المعزز كواحدة من الابتكارات الأكثر إثارة ، هذه التقنية تمزج بين الواقع الحقيقي والعالم الافتراضي، مما يتيح تجربة غامرة تجمع بين العناصر الحقيقية والخيالية.
تطبيقات الواقع المعزز تفتح آفاقاً جديدة في التعليم و الرعاية الصحية والترفيه ، وبفضل هذه التقنية يمكن تحويل الأفكار المجردة إلى تجارب ملموسة مما يمهد الطريق لمستقبل مليء بالإمكانيات غير المحدودة.
ما هو مفهوم الواقع المعزز؟
هي تقنية حديثة تقوم على أسقاط الاجسام الأفتراضية والمعلومات فى العالم الحقيقي . وهو على العكس من تقنية الواقع الافتراضي (vr ) الذي يقوم على أسقاط الاجسام الحقيقة فى بيئة افتراضية.
على ماذا تعتمد تقنية الواقع المعزز
تعتمد تقنيات الواقع المعزز على إسقاط الاجسام والمعلومات الرقمية للواقع فوق البيئة الطبيعية الملتقطة بالكاميرا, ولكى تعمل هذه التقنية يجب توفر المكونات الآتية:
-
كاميرا استشعار العمق
انت بحاجة الى معلومات مرئية, ولذلك فانت بحاجة الى كاميرا للتسجيل ثم أضافة تلك البيانات الى كائن او مكان موجود. وتشمل أهمية الكاميرا أيضاً على معرفة مسافة الهدف وزاويتة منة.
-
أدوات التسجيل
وعن طريق أدوات التسجيل يمكن للكمبيوتر تحديد المساحة ,حيث يتم تثبيت أو وضع المعلومات الحسية أو الكائنات التى يجب أن تكون حول المستخدم الذي يستخدم الواقع المعزز, وهذه الادوات مثل مستشعرات الحركة ومقاييس التسارع .
-
رؤية الكمبيوتر
أثناء أستخدامك للكاميرا فانها تقوم بالتقاط الصور من الواقع للتفسير وامكانية الرجوع اليها, بواسطة خوارزميات تسمى ب خوارزميات التعلم الآلى.
-
جهاز الأخراج
يشير هذا الى جهاز العرض حيث يتُيح للمستخدمين عرض الصور او الفيديوهات تم إنشاؤها, مثل شاشة الهاتف أو الحاسوب عن طريق نظارات.
أستخدامات الواقع المعزز
-
السلامة العامة والامن
حيث أن تطبيقات الهواتف الذكية التى ترشد الاشخاص الى كيفية التصرف فى حالات الطوارئ, أصبحت تستخدم تقنية الواقع المعزز حيث ترشد تطبيقات السلامة العامة أفضل ما يتوجب عليهم فعله فى مواقف معينه.
-
الألعاب والترفية
حيث دخلت تقنية الواقع المعزز فى عالم الالعاب على الهاتف المحمول .فمن منا لم يشهد على ظهور لعبة بوكيمون الشهيرة التي باتت علي مسمع من الكثير والتى حققت نجاحاً باهراً, وايضاً اجهزة الاكس بوكس والبلايستيشن والذي جذب العديد من اللاعبين وتعلق الكثيرين بها ونتوقع أن تشهد الالعاب تطوراً كبيراً باستخدام تقنية الواقع المعزز.
ولا يتوقف الأمر على الالعاب, وانما ايضا تستخدم تقنية الواقع المعزز فى الفلاتر الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعى مثل منصة سناب شات وانستجرام بالتاكيد الكثير منا يستخدمها بشكل يومى.
-
التعليم
أيضا يتم أستخدام تقنية الواقع المعزز فى مجال التعليم, حقاً يعد الأمر مذهل. فحين ترتبط التكنولوجيا بالتعليم ينطلق العقل البشرى ليبدع ويبتكر ,وينتج افكاراً جديدة كانت فى يوماً ما اقرب الى الخيال ولكن باتت واقع ملموس بفضل هذه التقنية, والأمر ما زال فى تطور مستمر.
ونوضح كيفية أستخدام هذه التقنية فى الدراسة لتطوير المنظومة التعليمية عن طريق برنامج تنمية مهارات طالبات وطلاب العلم , ويكون ذلك من خلال طريقة تدريس تفاعلية بواسطة عرض الأجسام الافتراضية في البيئة الحقيقية للطلاب. وهذا بطبيعة الحال يهدف الي تحسين أداء الطلاب وزيادة تفاعلهم. بالاضافة الى ذلك توفر لهم الفرصة لرؤية الصور ثلاثية الأبعاد والتحكم بها، والتفاعل معها من خلال كتب مصممة لذلك ضمن تجارب طرق التعليم الحديثة .
من الامثله الهامة لتقنية الواقع المعزز هى استخدامها فى علم الفضاء وذلك لما يحتوية من غموض وعدم توفر البنية التحتية للرصد من مراصد فلكية وخصوصاٌ في عالمنا العربى ، ولذلك يتم استخدام تطبيقات الواقع المعزز لعرض الكواكب والمجرات على الأجهزة المحمولة كالهواتف الذكية التي يتوافر ليتم عرض المجرات، والكواكب ولعل أبرز تطبيق على هذا المجال هو مراقبة السماء ساعدت هذه التقنيات علي توفير كل ما يلزم لتوصيل الدروس التعليمية بشكل أفضل للدارسين.
-
السفر والسياحة
من الاستخدامات الرائعة أيضاً والمفيدة هو أستخدام تقنية الواقع المعزز أثناء سفرك. فاذا كنت تتجول فى أحد البلدان أو الشوارع ورايت معلماً سياحياً وأردت أن تعرف الكثير عنه , كل ما عليك فعله هو توجية كاميرا هاتفك الشخصى اليه, وعلى الفور وبشكل مباشر سوف تظهر تعريف المعلم والكثير من المعلومات عنه, وبالتالى فأن تقنية الواقع المعزز تساعدك كمرشد سياحي في شرح المعالم السياحية, وتوضيح المزيد من المعلومات عنها يبدو هذا رائعاً.
-
العناية الصحية
ساهمت أيضاً تقنية الواقع المعزز فى التطور التاريخي في مجال الطب, وذلك كأداة تدريبية وتصورية في العمليات الجراحية. حيث تعمل لتوفر المعلومات ثلاثية الأبعاد للمريض وبعرضها لبيئة حقيقية على سبيل المثال ايضاً إمكانية أستخدامها فى عمل أشعة أكس للمريض.
سوف يكون لتكنولجيا الواقع المعزز مستقبل مبهر فى مجال العمليات الجراحية حيث أنة سوف يتم الاستغناء عن الشقوق التى يتم عملها من اجل العمليات الجراحية ، وايضاً يمكن الاستغناء عن استخدام المناظير الطبية لرؤية ما بداخل المريض.
بالاضافة الى ذلك تسمح للطبيب للاطلاع على معلومات المريض بشكل متزامن مع إجرائه العملية الجراحية، وايضاً استخدامها فى العمل على تحديد أماكن الشقوق قبل بدء عمليه الجراحة. أعتقد أن هذا شيئ خيالي ومذهل جداً.
-
التجارة الألكترونية
هل تعرضت يوماً لشراء منتج من على شبكة الانترنت من خلال المواقع التجارية أو صفحات شركات التسويق وندمت على شرائة ؟ ربما لان مقاسة غير مناسب لك. حسناً يا صديقى بأستخدام تقنيه الواقع المعزز سوف تقدم لك حل سحري ,وهو إمكانية تجربة المنتج قبل شرائه وعدم ضياع الوقت في الذهاب للتسوق , يُعد هذا تطور في طرق التسويق الإلكترونية المختلفة وتطبيقاتها ، تعد هذة التقنية رائعة حقاً..
مثال على التطبيقات هو تطبيق “TryLive” حيث يسمح للمستخدم بعرض وفحص مظهر النظارات التى يريد شرائها وحجم تلك النظارات قبل أن يقبل على شرائها الكترونياً. انها إحدي صورالتطور التكنولوجي في تكنولوجيا العصر المُذهلة.
مع هو الفرق بين VR و AR ؟
الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) هما تقنيتان حديثتان تستخدمان لإثراء تجربة المستخدم بطرق مختلفة:
1.الواقع الافتراضي (VR):
- التجربة: يوفر VR تجربة غامرة بالكامل حيث يتم استبدال العالم الحقيقي ببيئة افتراضية تماماً. يحتاج المستخدمون إلى ارتداء نظارات VR مخصصة تغطي المجال البصري بالكامل.
- التفاعل: يتم التفاعل داخل البيئة الافتراضية باستخدام أدوات تحكم خاصة، ويشعر المستخدم كأنه موجود داخل عالم رقمي بالكامل.
- الاستخدامات: يشمل الاستخدام الترفيه (الألعاب والأفلام) التعليم (المحاكاة والتدريب) والطب (التدريب الجراحي).
2.الواقع المعزز (AR):
- التجربة: يضيف AR عناصر افتراضية إلى العالم الحقيقي بدلاً من استبداله، حيث يتم عرض هذه العناصر عبر أجهزة مثل الهواتف الذكية و النظارات الذكية و الأجهزة اللوحية.
- التفاعل: يمكن للمستخدمين رؤية والتفاعل مع الكائنات الافتراضية أثناء استمرارهم في رؤية محيطهم الحقيقي.
- الاستخدامات: يشمل الاستخدام التعليم (إضافة معلومات تفاعلية للكتب والنماذج) الصناعة (إرشادات صيانة وتجميع)، والترفيه (الألعاب التي تتفاعل مع البيئة الحقيقية).
ببساطة VR ينقلك إلى عالم افتراضي بالكامل بينما AR يضيف عناصر افتراضية إلى عالمك الحقيقي.
سلبيات تقنية الواقع المعزز
فعلى الرغم من المزايا المتعددة والهائلة فى هذه التقنية , وما احدثته هذه التقنية فى إحداث ثورة فى عالم العلوم و التكنولوجيا, الا انة توجد بعض العيوب فى هذه التقنية وتتمثل فى الأتى:
- واحدة من السلبيات الكبيرة فى هذه التقنية هى الخصوصية , حيث تفتقد هذه التقنية للخصوصية والامان فمن الممكن ان تتعرض الاجهزة للاختراق بسهولة ويتم السيطرة عليها .
- تُعد تقنية الواقع المعزز مكلفة للغاية وصيانتها باهظة الثمن ولا يمكن للكثير تحمل مثل هذه التكلفة.
- الكثير من الهواتف الذكية لا تحتوى على الامكانيات التى تمكنها من الشعور بالكاميرا الخارجية فى هذه الأونة.
- قد يسبب اعتماد الناس على تقنية الواقع المعزز الى تعلقهم واعتمادهم على الاجهزة وهذا ربما يسبب مشاكل بصحتهم.
- قد تواجه التقنية مشاكل في التتبع والتعرف على البيئة المحيطة بدقة مما يؤدي إلى تجربة مستخدم غير سلسة أو غير دقيقة.
- قد يؤدي دمج العناصر الافتراضية مع العالم الحقيقي إلى تشتت انتباه المستخدمين، خاصة أثناء القيام بأنشطة تتطلب التركيز مثل القيادة أو العمل.
في الختام، تعتبر تقنية الواقع المعزز واحدة من الابتكارات التقنية الواعدة التي تفتح آفاقاً جديدة في مجالات متعددة مثل التعليم، الرعاية الصحية، والترفيه. رغم الفوائد العديدة إلا أنها تأتي مع مجموعة من التحديات مثل التكاليف العالية والمشاكل التقنية و القضايا المتعلقة بالخصوصية والأمان والتشتت الذهني هي بعض السلبيات التي تواجهها هذه التقنية. ومع استمرار التطور التكنولوجي يبقى الأمل في التغلب على هذه العقبات وتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانيات الواقع المعزز، مما يمهد الطريق لمستقبل مليء بالإبداع والتجديد.
المراجع
[1]المرجع رقم 1
[2]المرجع رقم 2
[3]المرجع رقم 3
المراجع
- ↑ المرجع رقم 1 augmented reality (AR)
- ↑ المرجع رقم 2 Augmented Reality (AR): Definition, Examples, and Uses
- ↑ المرجع رقم 3 10 Real Use Cases for Augmented Reality