السيارات ذاتية القيادة تقنية مُذهلة اثارت ضجة في عصر التكنولوجيا الحديث ، لكن الحقيقة التي يجهلها الكثيرين ان هذه التقنية لم تكن وليدة الساعة حيث تم صناعة اول سيارة بدون سائق في عام 1925 م بواسطة شركة Houdini radio control ، وكانت تعمل عن طريق جهاز التحكم عن بعد الذي يوضع في سيارة تسير خلفها ومنها يتم التحكم .
اثارت هذه السيارة اعجاب الكثيرين وتم العمل على تطويرها الى ما وصلت اليه الان المركبات ذاتية القيادة ، في هذا المقال سوف تتعرف على تقنية السيارات ذاتية القيادة ومراحل التطور وكيفية العمل واهم المزايا والعيوب .
ما هي سيارة ذاتية القيادة؟
مراحل تطور السيارات ذاتية القيادة
هل تقنية القيادة الذاتية حديثة ؟ كما اشرنا فقد ظهرت أول سيارة بدون سائق في 1925 م .
ومنذ ذلك الحين وقد بدأت الشركات الكبرى فى العديد من المحاولات لتطوير المركبات ذاتية القيادة. والتى يبلغ عددها أكثر من 35 شركة للسيارات . أمثال شركات لوسيد وجنرال موتورز وتويوتا وآبل وغوغل وإنتل وأودي وبي أم دبليو , تسلا. وغيرها الكثير من الشركات التي حاولت تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من السيارات ذاتية القيادة.
وفى عام 2009 م بدأت شركة جوجل فى العمل على تطوير تقنية القيادة الذاتية وإطلاق تجربة هذه التقنية على مركبات موديل تويوتا فى ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حتى أصبحت من الشركات الرائدة فى استخدام تقنية السيارات ذاتية القيادة وذلك عند إطلاقها نموذج جديد فى عام 2014 م لسيارة ذاتية القيادة قادرة علي التحكم بالكامل في السيارة بدون دواسات المكابح وكان هذا الأمر مذُهل.
كيفية عمل السيارات ذاتية القيادة
بالتأكيد قد تسالت كيف تعمل هذه التقنية وتطبيق مجال الذكاء الاصطناعي (ai ) فى السيارات ذاتية القيادة, تعتمد تقنية القيادة الذاتية على 3 أنظمة والتى تعمل معاً بشكل منتظم ومتناغم في وقت واحد وهذه الانظمة هى :
-
اجهزة الاستشعار
حيث تتضمن أجهزة الاستشعار النموذجية عدة أجزاء مثل الكاميرا والحساسات والرادار والموجات فوق الصوتية. حيث تعمل هذه الأجزاء في آن واحد لتحذير السائق عن اقتراب اي جسم من السيارة.
-
الانترنت
حيث يعد اتصال السيارة ذاتية القيادة بشبكة الانترنت امر اساسي لعمل النظام . وذلك لاعتماده على خرائط الملاحة أيضاً لتحديد العوامل المتعلقة بالطقس وحركة المرور وبالتالى اتخاذ القرارات الصائبة أثناء القيادة.
-
الخوارزميات البرمجية
تعد هذه الخطوة هي الأهم فى النظام والتى تعتمد على تحليل البيانات التى تم جمعها عن طريق أجهزة الاستشعار وشبكات الانترنت. وعن طريق هذه البيانات تستطيع تحديد اتجاهات السير وتحديد السرعة المطلوبة أثناء القيادة لذا تعد هي الأخطر نظراً لاهميتها فى تقنية القيادة الذاتية.
وبعد أن تعرفنا على كيفية عمل هذه التقنية والتوضيح العلمي للسيارة ذاتية القيادة وما توفره من الرفاهية والراحة للبشر. بالتأكيد يدور فى ذهنك سؤال الا وهو ما هى مزايا وعيوب استخدام السيارات ذاتية القيادة؟ والاجابة فى السطور القادمة.
مميزات السيارات ذاتية القيادة
- العمل على تقليل عدد الحوادث، والتي تم ابتكار هذه التقنية من أجل هذا السبب الرئيسي, وبالتالي تُعد من أهم فوائد السيارة ذاتية القيادة وفي حقيقة الأمر يُعد السبب الأسمي .
- مساعدة ذوي الاعاقة وكبار السن والركاب الصغار.
- تقليل ازدحامات المرور بواسطة حواسيب يتم برمجتها على عدم مخالفة القواعد المرورية في الطرقات , وتكون هذه السيارات على اتصال ببعضها البعض .
- المحافظة على نظافة البيئة من التلوث الذي يحدث من عوادم السيارات , ولذلك لان السيارات ذاتية القيادة تعمل بالطاقة الكهربائية وهي أحد مصادر الطاقة النظيفة.
عيوب السيارات ذاتية القيادة
رغم المزايا المتعددة لهذه التقنية إلا أن هناك بعض العقبات والسلبيات تتمثل في الآتي :
- عدم الحاجة الى سائقي سيارات الأجرة وموظفي خدمات النقل العام ,وبالتالي سوف يؤدى ذلك إلى زيادة نسبة البطالة.
- الضرر الذي سوف يلحق بشركات التأمين التي سوف تضطر إلى تخفيض أقساط التأمين. نظراً لان هذه السيارات تم صناعتها للحد من الحوادث.
- قد يتم استخدام هذه السيارات فى العمليات الإرهابية, حيث من الممكن تفخيخ هذه السيارات والتحكم بها وتوجيه تحركاتها إلى مناطق معينة.
- صعوبة عمل الذكاء الاصطناعي فى بعض الشوارع الداخلية والتى تتسم بالتعقيد.
- تتطلب تقنية القيادة الذاتية خرائط تفصيلية محدثة باستمرار, وفى بعض الخرائط القديمة سوف يتطلب الأمر اتخاذ قرارات ذاتياً,ويمكن بذلك حدوث بعض الحوادث الامر الذي قد يشكل خطورة حيث تسير تلك السيارة في طرق عكس ما هي عليه في الواقع .
- امكانية التعرض لاختراق الحواسيب بفضل تقنيات عديدة وبالتالي الاطلاع على المعلومات.
- التكلفة المرتفعة حيث يبلغ متوسط سعر سيارة ذاتية القيادة كبداية من حوالي 400 ألف جنية مصري فما فوق ,حيث تختلف الأسعار طبقا للشركات المنتجة والامكانيات المتوفرة.
السيارات الكهربائية ذاتية القيادة في الإمارات
تُعد دولة الإمارات الأولى في الشرق الأوسط والثانية عالميا في تنفيذ تجربة عملية للسيارات ذاتية القيادة في شوارع أبو ظبي عن طريق شركة بيانات بالتعاون مع مكتب الذكاء الأصطناعي ، تُعد هذه خطوة هامه نحو المستقبل حيث أنه في السنوات المقبله سوف يصبح مستقبل السيارات ذاتية االقيادة باهر جداً وسوف يتم الأعتماد عليها بشكل رئيسي .
هل السيارات ذاتية القيادة هي المستقبل ؟
المركبات ذاتية القيادة قد تكون مفيدة بشكل كبير لما توفره من ميزات رائعة جداً للبشر . ولكن لم نصل بعد الى القدر الكافيء من السلامة بعد ، حيث ان هناك انتشار لحوادث المركبات ذاتية القيادة خلال الفترات الأخيرة بشكل كبير ، وهذا ما قد يضعف أهميتها فلن يرغب احد في شراء سيارة كهذه وتعريض حياته للخطر .
لكن ما زلنا نطمح في معالجة هذا الامر وتحقيق معدل حوادث اقل ، حتى يمكن الوثوق بهذا النوع من المركبات . وخصوصاً في ظل التطور الهائل لتقنية الذكاء الاصطناعي .
الخاتمة
السيارات ذاتية القيادة واحدة من التقنيات المبتكرة ولا شك في انها قادرة على احداث فارق كبير في حياة البشر ، وما زال هناك المزيد من التطور التكنولوجي الذي سوف نشهده في المستقبل ، حاولنا توضيح هذه التقنية وتوضيح مزايا وعيوب المركبات ذاتية القيادة واعطائكم نبذه عنها ، شكراً لكم متابعينا الكرام .